الجزائر تحتتسببت كثرة الحرائق التي تشهدها مختلف ولايات الوطن في كارثة بيئية وخسائر ملحوظة، حيث أتت النيران، التي لا يزال بعضها مشتعلا، على مئات الهكتارات، التي تطلبت عشرات السنين من أجل نموها، على غرار ما شهدته منطقة يماڤورايا ببجاية الأسبوع ما قبل الماضي.
في البليدة، أين تشهد مناطق عديدة من الأطلس سلسلة من الحرائق المشبوهة، أفقدت المنطقة مساحة إجمالية قدرت مبدئيا بأكثر من 2 مليون متر مربع من الغابات والمزروعات الفلاحية، وسببت نفوق بعض الحيوانات النادرة، ونزوع بعض الأنواع البرية منها إلى بعض الأحياء الشعبية، وخلفت خسائر في الغطاء النباتي، وفي أنواع نادرة من الأشجار المعمرة، مثل الأرز الحلبي والفلين، وبعض الحيوانات مثل الثعالب وقرد الماغو المغاربي، الذي شوهد يتسلل إلى أحياء شعبية بقلب مدينة البليدة في باب الرحبة مثلا، هربا من جحيم النيران.
خسائر مادية معتبرة بالشرق
وفي الطارف، تم إحصاء وانتشار 23 حريقا عبر 10 بلديات، أكثرها ضراوة بالغابات اللصيقة بمحيط مدينة الطارف، أتلفت 79 هكتارا منها 25 من الأدغال الغابية، و49 من الأحراش، و3 هكتارات زيتون وهكتاران من بقايا حصاد الحبوب. وشكلت بعض الحرائق تهديدا على سكان مشتة حدودية ببلدية عين الكرمة، هب سكانها في عمليات إخماد ألسنة اللهب التي كانت تفوق سرعتها الرياح. كما أوضح محافظ الغابات بأن كل المواقد تم إخمادها نهاية نهار أول أمس، لكنها تجددت صبيحة أمس في موقعين بغابات ضواحي مدينة الطارف. وفي سوق أهراس، تسببت الحرائق في تحويل عشرات الأشجار المثمرة وخلايا النحل إلى رماد، في ظل تأخر تدخل وسائل الإطفاء. وكانت منطقة بوشهدة، ببلدية أولاد إدريس، أكثر المشاتى المتضررة، حيث احترقت إلى جانب 140 شجرة تفاح وإجاص وكروم وحوالي 30 صندوق نحل وحزم تبن، عدة بساتين يعتمد عليها سكان المشتة في الاستهلاك العائلي. وأكد المتضررون أن أعوان الحماية المدنية رفقة السلطات المحلية رفضوا التصدي للحرائق التي كادت تأتي على بعض السكنات لولا اعتماد السكان على أنفسهم لإخمادها.
![]() |
Ajouter une légende |
0 commentaires :
Enregistrer un commentaire